روائع مختارة | واحة الأسرة | نساء مؤمنات | إجماع سكوتي أم إقماع!؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > نساء مؤمنات > إجماع سكوتي أم إقماع!؟


  إجماع سكوتي أم إقماع!؟
     عدد مرات المشاهدة: 2391        عدد مرات الإرسال: 0

بسم الله الرحمن الرحيم:

الساعة الثالثة عصرًا، يرتفع صوت المؤذن ليعلن دخول وقت صلاة العصر، أقوم لأتوضأ، ثم أصلي لله أربعًا، فريضة من عند الله مباركة طيبة.

أفتح نافذتي فأستنشق هواءًا نقيًا منعشًا، مع أشعة الشمس التي بدت دافئة.

بدت أحلامي تتطاير من النافذة كعصافير أطلقها صاحبها من قفصها الصغير.

لكن ذبابًا ما، دخل غرفتي من النافذة، فعكر صفو أفكاري، فأصبح يدور حول رأسي بطنينه المزعج.

أهشه فلا يلبث أن يعود، أدخل معه في معركة، إما أن يخرج من حيث دخل وإلا الموت.

تلك حالي وحال أخواتي في كل يوم.. تزعجنا أصوات ونداءات ومطالبات ودعوات، صوتها صريخ مزعج، لكن صاحب الصوت ضئيل كضئالة فكره، يختبئ من صغره بين أكوام نفايات، ويستقي أفكاره من مستنقعات قذرة، فيصطاد منها ماشاء الله له أن يصطاد، فيلقي بصيده في سماء الطهر، فتنشر في الجو ريح خبيثه، تُسْكِرُ من كان في قلبه مرض، أما الصحيح فلا تزيده الرائحة إلا مناعة وحصانة، فتتلقف الصيد أرواح منافقة، أسكرتها رائحة العفن، فتريد للعالم أن يتخبط بالسكر، كما تتخبط هي.

تلك النداءات والدعوات لها طنين يصيبك بالقلق المستمر، لا يخبو صوتٌ إلا والآخر ينوبه.

تتعجب من إلحاحهم في دعواتهم، لايملون ولا يكلون، يترنمون بكلمات منمقات ترجع أصولها للعصور الحجرية، بالرغم من عدم إستيعاب غالبيتهم لما يقولون وينادون.

لكن ياترى! مالذي يدعون إليه تحديدًا!؟

تشتت الأمة الإسلامية وضعفها يريدون لم شملها واتحاد كلمتها؟

حالات الطلاق والتفكك الأسري بإزدياد يبحثون عن حل؟

تدني المستوى الأخلاقي والديني لدى جيل الشباب؟

إنتشار الفواحش من زنا ولواط وسحاق؟

لا ليس ذاك الصوت الذي نسمع طنينه كل يوم.

ماذا؟!

إن ذاك الصوت يطالب بحقوق لنا مهضومة!

عمل المرأة، عورة المرأة، حجاب المرأة، مساواة المرأة، ولي المرأة، وجه المرأة، قيادة المرأة، سيادة المرأة... ذلك الصوت يدعي أنه يريد مصلحتنا، يدعي أنه يطالب بحقنا، يتكلم بلساننا، دعونا ننطلق، دعونا نخرج، دعونا نقود، دعونا نشارك الرجل السيادة، دعونا نتحرر من قيود المجتمع، لكن صاحب الصوت لا نراه! إنه مختبئ كالفأر، وقد جعل من السافلات اللواتي تربين في أكناف الغرب وتشربت عقولهن من الفكر المنحرف، جعل منها ستارة يستتر بها عن أعين الناس، فيصل عن طريقها لشهواته البهيمية، وتلك السفيهة لا تعي أنه يريد الإستمتاع بها وبمثيلاتها، ليراهن أمامه متى شاء، فتظن أنه يطالب بحريتها المزعومة.

هو يريد للإباحية والدعارة أن تتفشى ليستمتع كما يشاء بلا قيود المجتمع التي يزعم، هكذا والله يريد..

فقامت تلك السافلة تبث سمومها ونتنها بإسم المرأة الشريفة، وتدعي أنها تطالب بحقوق المرأة.

فأقول لها:

من سمح لكِ أن تتحدثي باسم العفيفات؟

تحسبين أننا نريد الفجور والدعارة والسفور كما تريدين؟

تحسبين أننا نريد خلع جلباب الحياء كما تريدين؟

تحسبين أننا نريد الإختلاط كما تريدين؟

تحسبين أننا نريد أن نسافر بلا محرم كما تريدين؟

تحسبين أننا نريد التحرر من ولاية الرجل وحمايته كما تريدين؟

تحسبين أننا نريد القيادة مع ما تجره من مفاسد علينا نحن النساء أولاً، بالرغم من حاجتنا، كما تريدين؟

تحسبين أننا نريد أن نكون جسدًا يستمتع به الرجال كما تريدين؟

إن كنت تريدين ذلك، فالحرائر الطيبات الطاهرات العفيفات التقيات الصالحات الحَيِيَّات لا يردنه.

أنت تمثلين شرذمة الساقطات، وحاشا للشرف أن تتحدثي باسمه، فما الشرف والعفاف إلا جناحا طائر، رأسه الحياء، فإن زال الحياء فلا عفاف ولا شرف.

إن لم يُسمع لنا صوت، فليس لأنه غائب، بل بُحَّ بفعل فاعل وهو ضمير مستتر وجوبًا لايستحق التقدير.

لمْ نر واحدة من تلك اللواتي يطالبن بأيٍ من ذلك، خرجت متحجبة من رأسها إلى أخمص قدميها لا ترى منها شيئًا قط، لم ذاك؟

فعن أي امرأة يتحدثون؟! فاطمة وعائشة وخديجة!؟ وما مفهوم الشرف عندهم!؟ تفسخ وعري وإختلاط وخلوات محرمة!؟

تلك ليست حقوقنا الحقيقية، بل تلك مطالبات فسوق لا حقوق، حقوقنا طالبنا بها ويعرفونها جيدا.

قد يظن البعض أننا نبالغ بوصف تلك المطالب فجورًا ودعارة، لكن الحقيقة أن تلك المطالب ماهي إلا جسرًا لذلك الحال التي وصل إليها الغرب، وبعض بلاد المسلمين أيضًا، وكلٌ يعلم ذلك، ولا داعي لأن نثبت أن في الليل يحل الظلام.

وأنتَ يا من تطالب بحقنا في السيادة، وعملنا إلى جنب الرجل، والقيادة، وجواز كشفنا لوجوهنا وخلعنا لحجابنا، وسفرنا بلا محرم، ونبذ التزمت والتشدد.

هل طلبت منك الطاهرات النقيات العفيفات أن تصدع مطالبًا بإعطائهن حقوقهن المهضومة؟

ناسبًا تلك المطالب للحقوق الشرعية! وحاشا للشرع أن يتكلم به أمثالك.

أتعلم أنك بهذا تخرج من دائرة الرجال إلى دائرة الذكور؟!

نحن الحرائر نرى ذلك الديوث ليس من صنف الرجال، فالرجولة أن تغار على أخواتك المسلمات فلا ترضى أن يفتح بابًا هو سبيلًا لمسيس شرفهن وإنتهاك أعراضهن، كمثل هذه المطالب من المستحيل أن تخرج من رجل يريد الحفاظ على أعراض المسلمات.

الحرص على تلك المطالب، وحتى السعي في تنفيذها كقوانين، يدرك مغزاه المجانين فضلًا عن العقلاء {إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْاخِرَةِ ۚ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}

يريد أن يقنعنا مثلًا أنه يريد لنا الخير نحن النساء؟! أم يريد أن يقنعنا أنه يطالب بتحقيق مصالحنا وتلبية حاجاتنا!؟

لا داعي لذاك فإنه لا يتعامل مع مسلوبي العقل البشري المجرد، لسنا نجهل أحكام الشريعة التي أوجبت لنا حقوق، لا على مستوى الأفراد فحسب بل على مستوى المؤسسات أيضًا.

إن ذاك الديوث أُحبِط حين تذكر أن المسلمات في بلاده إعتلين عرش العفة والطهر، لا يصل إليها إلا بحقها وهو الزواج فغير ذلك مُحاط بسياج منيع يصعب عليه الوصول، إلا إن كانت أسوار العفة عند المرأة قصيرة إما بسفور أو علاقات محرمة أو تخلي عن الحجاب أو تساهل فيه، فيسهل عليه الوصول إليها، كما خاطبنا الشاعر بقوله:

حُلل التبرج إن أردت رخيصة *** أما العفاف فدونه سفك الدم..

وإن عملنا نحن العفيفات فنحن مصونات عن أنظار الرجال، فهو قد يئس من تلك الحال، والتشدد وفرض القيود علينا فلا نخرج إلا بجلباب ولا نخلو بأجنبي، ولا نزاول عملنا في وسط مختلط بالرجال، ومحرمنا قد لازمنا كظلنا إن خرجنا، فلا يكاد يجد ذلك الذئب فرصة لينال منّا ولو نظرة خاطفة.

فقام ينادينا بالخروج، ويصور لنا أسوار مملكتنا بأسوار السجون، ومن السفيهات من تصدقه فتخرج تطالب بالتحرر، يا لها من مسكينة!

تتحررين من ماذا!؟ من الستر والحياء والعفاف والقرار!؟ إن كان ذلك ماتطلبينه فوا أسفًا عليكِ!

تلك الذئاب المسعورة، كشرت عن أنيابها خبثًا لأنكِ صدقتيهم، فيرفعونكِ عاليًا لتصدعين بدعواهم، ويغلفون مايريدونه بأنكِ لابد أن تتحررين من الإستعباد ونبذ التخلف الذي تعيشينه، ولو علمتي أن التخلف الذي يرمونك به هو ذاته الذي يدعون نسائهم إليه، لتدركي من المتخلف حقًا.

نعم أنا أريد وأخواتي يُردن، لكن كل مانطلبه خاضع للحكم الإلهي الذي أعلم بمصلحتنا من فلان وفلانة، وهو أغير علينا من هؤلاء سبحانه، فلماذا يحرفون مطالبنا ويخضعونها لشهواتهم بإختلاط في أماكن العمل والمستشفيات والجامعات، ويقولون نحن نحقق مطالبات المرأة!؟

ألسنا نصف المجتمع!؟ فلم ذاك التسفيه بثقلنا وتأثيرنا الكبير في المجتمع!؟، فلنا مطالباتنا وحاجاتنا فَلِماذا يتم تجاهلنا وتأتي فلانة الساقطة والأخرى العاهرة لتدعي صوتنا فيُسمع طلبها الساقط كهي ويُجاب؟! بل يصفقون لطلبها ويطبلون!

ألأنها تطالب بحقوق المستضعفات وتصدع لنصرة المظلومات!؟ كذلك زعمت، أم لأنها تطالب وتصدع لتحقيق شهواتهم البهيمية!؟

والأدهى من ذلك بل المقرف حين يطالب الغرب بذلك، ياله من تطفل مقزز!

قد فاضت قلوبهم حسدًا وحقدًا على مكانتي عند المسلمين، وتكريم وتشريف وصيانة الإسلام لي من كل مايخدش عرضي وشرفي بسوء غاضهم أن أستمسك بجلابيب الحياء والعفة، في حين تدنست نسائهم بأوحال الرذيلة والدعارة {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعْدِ إِيمَٰنِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْحَقُّ ۖ}.

إنتهت قضاياهم الداخلية والخارجية ليأتوا ليرموا بفتيل الفتن فيُكمل أذنابهم من المنافقين المهمة القذرة، وقد فاحت من أفواههم روائح الخبث والحقد.

في تصريح لإحدى الصحف الأمريكية، يشيد بالمرأة السعودية وسعيها لنيل حقوقها ونجاحها في عام ٢٠١١ حين صدر قرار تأنيث المحلات النسائية ومشاركتها في الشورى معتبرا ذلك إنجاز وتقدم، نعم هو تقدم ل الهاوية، فلا يخفى على معتوه لم خصت الصحيفة هذان القراران، مما يؤكد أيضًا الأجندة الغربية في بلادنا وسعيهم اليومي لتنفيذ المخططات، ومتابعة التقدم فيها.

أشغلهم الله بأنفسهم ورد كيدهم في نحورهم اللهم آمين.

ووالله الذي لا إله إلا هو، للحق ظاهرًا رغمًا عنهم وان كاد الحاقدون المكائد وحاكوا المؤامرات، {يُرِيدُونَ لِيُطْفـُِٔوا۟ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ}.

الكاتب: سارة السحيباني.

المصدر: موقع صيد الفوائد.